أن نعيش كما يرغب الآخرون.. أو كما نرغب لأنفسنا!
صورة أنشئت بالذكاء الاصطناعي للحسين بن منصور الحلاج وهو في المحاكمة بإلقاء نظرة مُقارِنة بين مجتمعاتنا العربية-الإسلامية، وبين المجتمعات الغربية، يتجلى لنا فرق واضح في طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع تحديدًا. بينما الأولوية في المجتمعات الغربية، بحسب طبيعتها الليبرالية، هي للفرد وحريته، فإن الأولوية في مجتمعاتنا، بحسب طبيعتها الإيديولوجية والتاريخية المعقدة، هي للمجتمع واستقراره بالدرجة الأولى، على حساب الفرد وحريته. وبينما الفرد يتمتع بالاستقلالية في المجتمعات الغربية، فيتخذ قراره بنفسه، ولا يخضع لقرارات الآخرين، ويقدّم رغباته في التصرّف على رغبات الآخرين، فإنه، في مجتمعاتنا، يكون مُقيَّدًا إلى حدٍّ كبيرٍ بالمجتمع، وخاضعًا لوصايته، فلا يتمكن من اتخاذ قراره بنفسه كلّيًّا، بل يُضطر إلى اتّباع ما قُرِّرَ إليه اضطرارًا، وإلى تقديم رغبات الآخرين -سواءً كانوا من أهله أو من مجتمعه الأكبر- على رغباته الشخصية، كي يرضيهم وحسب، أو ليحافظ على بقائه "جزءًا منهم"، كي يبقي على "المكانة" و"الانتماء"، اللذين قد يف...