سياسة الإذلال بين إسرائيل وفلسطين
في لحظة ما من مسلسل "صراع العروش"، تُجبر الملكة "سيرسي لانيستر" على "مشية العار"، تكفيرًا عن عظيم ذنوبها، فيُقصّ شعرها، وتُجرّد من ملابسها، ويُعلن عن هذا العقاب عليها على رؤوس الأشهاد. ومن ثمّ، بحضور الحشود، تُجبر على المشي، في تلك الحالة نفسها، من المعبد، وحتى قصر الحكم، وتمشي وراءها الكاهنة حاملةً جرسًا وهي تقرعه وتُردّد: "عار.. عار.. عار!"، بينما يُمعن الناس في إذلالها، وسبّها، وشتمها، ورميها بالقاذورات. لاحقًا، عندما تتمكن "سيرسي" من استعادة السلطة، ومن سحب بساطها من تحت أقدام الكهنة، فإنها لا تكتفي بقتل "عصافير الكهنة" وحسب، وإنما تقوم بتفجير المعبد بأكمله، بمن فيه، وتنتقم أيضًا من كل أعدائها الذين أذلّوها، فتنزل عليهم مُختلف أنواع العذاب، وعلى رأسهم "كاهنة الجرس"! وإذا انتقلنا من عالم المسلسلات والروايات إلى عالم الوقائع والتاريخ، فإن ألمانيا، التي تعرّضت إلى أشد أنواع الإذلال بعد الحرب العالمية الأولى، على أيدي الحلفاء -وخصوصًا فرنسا-، انتخبت هتلرَ وأوصلته إلى رأس السلطة (وإن كان ذلك بعد حوالي ...