المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

الغرب والحرب: موقف الغرب من غزة.. هل أسقط القيم؟

  ·        مقدمة:      في كتابه "أساطير نحيا بها"، يقول الباحث الشهير في الميثولوجيا وتاريخ الأديان "جوزيف كامبل"، في سياق حديثه عن "حركة الجنس البشري إلى الأمام": "وتلكم هي، على وجه الخصوص، المسؤولية المباشرة لكل الذين يعيشون اليوم كغربيين معاصرين؛ لأنها الحضارة الغربية التي كانت، منذ منتصف القرن الثالث عشر -بمعنى الكلمة- الحضارةَ المجددة الوحيدة في العالم".     ولكن.. أليست هذه أفكار عفى عليها الزمن؟ ألم تتعرض هذه النزعة التبشيرية بـ"الحضارة الغربية" وبـ"كونية قيمها"، إلى نقدٍ حادٍّ، من قبل تيار "ما بعد الحداثة" وغيره؟ وبناءً على كلّ ما تعرضت إليه من نقد، فهل ما يزال من الصحيح استمرار التبشير بتلك القيم الغربية، وتسويقها على أنها "قيم كونية"، ينبغي تطبيقها واتباعها في كل مكان؟ ·        التبشير بين الدين والدولة والإيديولوجيا:      ظهر مصطلح "التبشير" أوّلًا مع الديانة المسيحية، وكان معناه يتضمن الدعوة إلى المسيحية في مختلف مناطق العالم التي لا تعتنقها. ورغم عدم ظهور هذ...

النفيسي وعبدالناصر والعمالة للأمريكان

 سمعت بهذا الكتاب "لعبة الأمم"، لأول مرة ربما، من الدكتور عبدالله النفيسي، في برنامج "الصندوق الأسود"، في سياق ذكر فيه أن جمال عبدالناصر قد كان "ألعوبة بيد الأمريكان"، ووصفه كذلك بأنه "أكبر أكذوبة في تاريخ مصر الحديث"، مستندا في هذه الادعاءات على هذا الكتاب، بشكل أساسي، وناصحا المشاهدين بقراءته. أثار ذلك اهتمامي وفضولي إلى حد كبير، ودفعني إلى البحث عن الكتاب، حتى وجدته واقتنيته. وأقول، بعد إتمامي قراءة هذا الكتاب، بأن الدكتور عبدالله النفيسي قد أخطأ خطأً كبيرًا في تصريحه هذا، ضد جمال عبدالناصر، وظلم هذا الأخير ظلما كثيرا! ولا أعلم إن كان مَرَدّ ذلك إلى إساءة قراءة الدكتور النفيسي لهذا الكتاب، أو إلى دافع شخصي، إذ هو يكره جمال عبدالناصر شخصيا، كرها شديدا، ويصرح بذلك دون خجل! ومن جانب آخر، فقد وجدت أن كاتب هذا الكتاب نفسه، ضابط المخابرات المركزية الأميركية، مايلز كوبلاند، هو الآخر يعاني من عقدة كبيرة تُسمى "عقدة جمال عبدالناصر"! وعلى غرار مسلسل “Suits"، وشخصية "لويس ليت"، المتيّم والهائم (عشقًا وكرهًا)، في الوقت نفسه، ب...