الغرب والحرب: موقف الغرب من غزة.. هل أسقط القيم؟

 

·       مقدمة:

    في كتابه "أساطير نحيا بها"، يقول الباحث الشهير في الميثولوجيا وتاريخ الأديان "جوزيف كامبل"، في سياق حديثه عن "حركة الجنس البشري إلى الأمام": "وتلكم هي، على وجه الخصوص، المسؤولية المباشرة لكل الذين يعيشون اليوم كغربيين معاصرين؛ لأنها الحضارة الغربية التي كانت، منذ منتصف القرن الثالث عشر -بمعنى الكلمة- الحضارةَ المجددة الوحيدة في العالم".

    ولكن.. أليست هذه أفكار عفى عليها الزمن؟ ألم تتعرض هذه النزعة التبشيرية بـ"الحضارة الغربية" وبـ"كونية قيمها"، إلى نقدٍ حادٍّ، من قبل تيار "ما بعد الحداثة" وغيره؟ وبناءً على كلّ ما تعرضت إليه من نقد، فهل ما يزال من الصحيح استمرار التبشير بتلك القيم الغربية، وتسويقها على أنها "قيم كونية"، ينبغي تطبيقها واتباعها في كل مكان؟

·       التبشير بين الدين والدولة والإيديولوجيا:

    ظهر مصطلح "التبشير" أوّلًا مع الديانة المسيحية، وكان معناه يتضمن الدعوة إلى المسيحية في مختلف مناطق العالم التي لا تعتنقها. ورغم عدم ظهور هذا المصطلح بذاته من قبل، فإن التبشير، كممارسة، قد كان موجودًا في أديان أو فلسفات أخرى، مثل البوذية. عدا ذلك، وكما يقول يوفال نوح هراري، في كتابه "العاقل: تاريخ موجز للنوع البشري": "الديانات الأشهر في التاريخ، مثل الإسلام والبوذية، هي ديانات عالمية وتبشيرية. بالتالي، يميل الناس للاعتقاد بأن جميع الديانات مثلها، والواقع أن غالبية الأديان القديمة كانت محلية وحصرية، آمن أتباعها بآلهة وأرواح محلية، ولم يكن لديها مصلحة في أن تعتنقها البشرية بأكملها. وكما نعرف، بدأت الأديان العالمية والتبشيرية في الظهور في الألفية الأولى قبل الميلاد فقط".

    ولكنّ التبشير، بأعنف صوره، كان قد ظهر مع المسيحية، بشكل أساسي. وكما يقول هراري، ويوافقه في ذلك فراس السواح، في كتبه المتعددة، فإن الأوضاع الدينية قبل المسيحية، وتحديدًا في الديانات التعددية الآلهة -أو الوثنية، بتعبير آخر-، قد كان التسامح يسودها، إذ إن لكل فئة آلهتها الخاصة، ولا تقوم فئة بدعوة الأخرى لاتباع آلهتها، وكان الجميع يتفهم انتماء الآخرين إلى آلهة أخرى غير الآلهة التي يتبعونها. وما كان الاضطهاد الذي وقع على المسيحيين، منذ صلب السيد المسيح -وفقا للرواية المسيحية-، وحتى اعتناق الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية، عام 312م، إلا بسبب رفض المسيحيين احترامَ الآلهة الرومانية، وإصرارهم على نشر ديانتهم -أو التبشير بها- وبالضرورة من خلال ازدراء الآلهة والديانات الأخرى.

    وفيما يخص الاضطهاد الذي وقع على المسلمين، وعلى رسول الله، في مكة، منذ الجهر بالدعوة وحتى الهجرة إلى يثرب، فإن فراس السواح، في كتابه "الله والكون والإنسان"، يذهب إلى أن سبب هذا الاضطهاد لم يكن إلا لإصرار المسلمين على ازدراء الآلهة المكية، بينما كانت في مكة، قبل ظهور الإسلام، نزعة قوية جدًّا إلى التسامح الديني، إذ إن لكل قبيلة آلهتها، ويحج الجميع إليها دون مضايقات. ولكنّ إصرار الإسلام على تبيان ضعف وعجز الآلهة المكية، كان سببًا في عدم تقبلهم من قبل المكّيين، خصوصًا وأنهم عرضوا على رسول الله الجاه والأموال وكلّ ما حسبوا أنه يريد، مقابل ألّا يتعرض لآلهتهم، فرفض.

    ولكنّ التبشير لم يعد مصطلحًا يقتصر على المسيحية، ولا على الإسلام -الذي استعمل أيضًا مصطلح "الدعوة" بمعنى "التبشير"-، ولا على الأديان بشكل عام، بل لقد أضحى "التبشيرُ" مُمارسًا حتى من قبل الإيديولوجيات المختلفة -وليست الشيوعية المثال الوحيد-، بل وحتى من قِبَل الدول التي تتبنى قيمًا معينة، فتسعى إلى نشرها وتعميمها و"التبشير بها". فها نحن نرى الولايات المتحدة الأميركية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، دائبة في الدعوة إلى قيمة "الديمقراطية" والتبشير بها، ونراها تشن الحروب وتسقط الدول وتطيح بالحكومات، من أجل تلك القيمة -حتى وإن كانت تلك مجرد تبريرات لمصالح سياسية، إلى درجة أنها أطاحت، أكثر من مرة، بأنظمة حكم ديمقراطية، في مختلف دول العالم، لأنها كانت أقرب للاشتراكية أو الشيوعية، وأبدلتها بأنظمة حكم دكتاتورية-.

    وفي الواقع، فمن حق كل ديانة أو إيديولوجيا تحمل في طيّاتها "التبشير"، أن تمارسه بشكل طبيعي، ما دام ذلك يتمّ بوسائل سلمية لا إجبار فيها ولا قهر. ولكنّ الخطرَ يكمن في التبشير العنيف.. ذلك الذي يُجبِر ويقهر!

·       الاستعمار والتبشير بقيم التنوير:

    ومن قبل الولايات المتحدة، فإن الدول الأوروبية الاستعمارية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، كانت، منذ القرن الثامن عشر، قد أخذت على عاتقها قيمَ التنوير والتبشير بها، والتي على رأسها: محورية الإنسان مقابل محورية الله -أو الدين-، العقلانية، الاستقلاية الفكرية وإلغاء الوصاية الدينية، الحرية الدينية والشخصية، المساواة.. إلخ. وها هو فيلسوف التنوير الفرنسي كوندورسيه، كما ينقل عنه تزفيتان تودوروف، في كتابه "روح الأنوار"، يقول: "أليس من واجب أوروبا تمدين أو إبادة الأمم المتوحشة التي تحتل مناطق شاسعة من قارتهم ولو دون احتلال؟".

    وكان إدوارد سعيد، في كتابه الأشهر "الاستشراق"، قد درس بشكل عميق ورصين علاقة الاستشراق بالاستعمار، واستناد الاستشراق إلى التنوير وقيمه، حيث استُعملت قيمه وأدواته في إقامة صرح الاستشراق، الذي استفاد منه الاستعمار وبنى عليه بنيانه، سواءً كان هذا الاستعمار فرنسيًّا أو انجليزيًّا، أو غير ذلك.

    باسم التنوير والتمدين والتحضير، راح الاستعمار يغزو البلدان، ويُخضع أهلها، وينهب ثرواتها، ويسرق مقدراتها، ويستغل أراضيها.. وعدّد ولا حرج من جرائم! وكل ذلك.. باسم "التنوير"!

    ولكن السؤال: هل كان الاستعمار يمثل التنوير حقًّا؟ وهل يمثل بعض فلاسفة التنوير الكبار، الذين اتصفوا أو عُرفوا أو صرّحوا بتصريحات عنصرية، من أمثال كوندورسيه، وجون لوك الذي استثمر في تجارة العبيد، وديفيد هيوم الذي عُرِف بعنصرية بغيضة ضد السود لصالح الرجل الأبيض، وجون ستيوارت ميل الذي عمل كمسؤول استعماري في شركة الهند الشرقية الاستعمارية.. إلخ، هل يمثل كل أولئك التنوير؟

·       التنوير المحافظ والتنوير الراديكالي:

    في كتابه الطويل "التنوير متنازعا فيه"، يفرق جوناثان آي.إزرايل بين تيّارين أساسيّين من التنوير، ويعتبرهما تيارين مختلفين كلِّيًّا أحدُهما عن الآخر: التنوير المحافظ، والتنوير الراديكالي. وبينما يتصف التنوير المحافظ، كما يدلّ على ذلك اسمه، بالطبيعة المحافظة، التي تميل إلى الدين أو إلى الوجود الإلهي على الأقل، وإلى فرض بعض القيود، تِبعًا لذلك، على بعض القيم، فإن التنوير الراديكاليّ أقلّ ميلًا إلى الله وإلى الدين، وكما يدل على ذلك اسمه، فإنه يميل إلى قيم راديكالية، أبرزها، كما يذكر إزرايل: العقلانية، رفض كل فاعلية فوق طبيعية، ويتضمن ذلك السحرَ والعنايةَ الإلهية، المساواة بين الجنس البشري عنصريا وجنسيا، الشمولية العلمانية في الأخلاق المؤسسة على المساواة، التسامح الشامل وحرية الفكر المستقلة، الحرية الشخصية، حرية التعبير والنقد، الجمهورانية الديمقراطية بوصفها أكثر النظم السياسية شرعية.

    من بين الفلاسفة المحافظين: جون لوك، ديفيد هيوم، فولتير، نيوتن، مونتسكيو، كانط. وأما أبرز الفلاسفة الراديكاليين فهم: سبينوزا، ديدرو، دلمبير، بايل.

    وإذا أمعنّا النظر، فإنّنا سنجد بونًا شاسعًا يفصل بين فلاسفة التنوير المحافظ، وفلاسفة التنوير الراديكالي! فقد أيّدت غالبية الفلاسفة المحافظين الاستعمار، ومن بينهم: جون لوك، ديفيد هيوم، وكوندورسيه. أما الفلاسفة الراديكاليين، وعلى رأسهم دنيس ديدرو وبيير بايل، فقد أبدوا رفضهم الصارخ للاستعمار ولجرائمه وأدانوه، ونبذوا النظرة الفوقية والعنصرية التي نظرت بها الدول الاستعمارية لمُستعمَريها.

    ورغم أن التنوير الأكثر احتفاءً به في الدول والمدارس هو التنوير المحافظ، فإن التنوير الراديكالي هو الذي كان له التأثير الأكبر والأعظم، إلى يومنا هذا!

    وبذلك، فلا يمكننا القول بأن الدول الاستعمارية، وأولئك الفلاسفة التنويريين المحافظين العنصريين، الذين أيدوا الاستعمار ونظروا إلى أعراق أخرى من البشر على أنهم أدنى، يمثلون التنوير بأكمله! فهم لا يمثلون سوى التيار المحافظ من التنوير. بينما ثمة هناك، على الجانب الآخر، التنوير الراديكالي، الذي يعارض حتمًا التنوير المحافظ.

·       أوكرانيا وغزة وازدواجية الغرب:

عندما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتياح أوكرانيا، تحت عنوان "عملية عسكرية خاصة"، رأينا الغرب وقد قامت قيامته، وشرع يتحسر، على كل منصات الصحافة والإعلام، على الأوكرانيين وأطفالهم ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، الذين أُجبروا على مغادرة بلادهم وهجرتها، بفعل الحرب التي شنها بوتين. وبمجرد شروع بوتين في غزو أوكرانيا، شرع الغرب بدوره أيضًا في فرض عقوبات شرسة على النظام الروسي، وفي محاصرته اقتصاديًّا وعزله دوليًّا، وأدان وشجب واستنكر، وأمره أيضًا بالانسحاب الفوري.

    عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، رأينا العديد من التصريحات العنصرية البغيضة، والتي كان من بينها تصريح مفاده: "هذه ليست العراق أو أفغانستان، اللتان قد تتصور أن أشياء كهذه قد تحدث فيها بشكل عادي! بل إنها بلد أوروبية نسبيًّا، وها نحن نرى الأطفال الشقر ذوي العيون الزرقاء وهم يُشرّدون".. إلخ!

    تصريح وكأنه يقول: من الطبيعي أن تُسفك دماء أطفال العراق وأفغانستان، ولكن من غير الطبيعي أن يحدث ذلك لأطفال الأوروبيين البيض!

    على الجانب الآخر، في فلسطين المحتلة، بعد أن شُنّت عملية "طوفان الأقصى" من قبل حماس على إسرائيل، شرعت هذه الأخيرة في حملة غير مسبوقة من العقاب الجماعي الذي أنزلته على أهل غزة، والتطهير العرقي، والإبادة، إلى أن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين عشرات الآلاف، وكان أكثر من الثلثين منهم قوامه النساء والأطفال المدنيين الأبرياء!

    فما كانت ردة فعل الغرب؟

    لم يكتفِ الغرب بالدعم الإعلامي لإسرائيل، ولا بشرعنة ما كانت تفعله بحجة "الدفاع عن النفس" ضد "الإرهاب"، وإنما قدّم إليها الدعم الماليّ والعسكريّ غير المشروط، فزوّدها بالأسلحة والذخائر الثقيلة، دون أية قيود، رغم علمه بأن تلك الأسلحة سوف تُستعمل في قصف المدنيين الأبرياء، وفي عمليات التطهير العرقي والعقاب الجماعي والإبادة!

    ولم يغيّر الغرب من لهجته نحو إسرائيل، إلا بعد أن نجحت وسائل التواصل الاجتماعي -غير ذات الطابع الرسمي-، في إيصال حقيقة ما يجري في غزة إلى الجماهير الغربية، فاشتعل الغضب الداخليّ بين الشعوب لدعم حكوماتها غير المشروط لإسرائيل، فأصبح لزامًا على تلك الحكومات أن تغضّ قليلًا من لهجتها المؤيدة لإسرائيل بشكل أعمى، وأن تتخذ موقفًا أقرب إلى "الحياد" و"الاعتدال"، دون أن تنحاز إلى الجانب الفلسطيني أيضًا، كي لا تغير من سياستها تجاه إسرائيل!

    هكذا هي الازدواجية الغربية!

·       ما حدث في غزة.. هل أسقط القيم؟

    بعد أن رأى العالمُ العربيّ الازدواجية الغربية نحو فلسطين، وقد قُتل فيها أكثر من 31 ألف إنسان على يد إسرائيل، انبرى عدد كبير من الناس، ومن بينهم العديد من المفكرين والصحفيين والإعلاميين العرب، إلى التصريح بأن القيم والمفاهيم التي يروج الغرب إليها، والتي على رأسها "حقوق الإنسان، حكم القانون، الديمقراطية، المساواة"..إلخ، قد انهارت، ولم تعد ذات قيمة، وبأنها لم تكن سوى "خدعة غربية كبيرة"!

    والسؤال: ما القول في ذلك؟

    من طبيعة الأشياء أن تتبنى الدول مبادئ وقيمًا معيّنة، وأن تبشّر بها وتعمل من أجلها. ولكنّ السياسة في النهاية هي السياسة، والسياسة هي المصالح! وبناءً على ذلك، فسوف نرى بأن الدول، مهما تبنّت مبادئ وقيمًا معينة، فإنها ستعمل بها في أحيان، ولسوف تخونها -أكثر بكثير- في أحيانٍ أخرى، بما يخدم مصلحتها السياسية -أو بما يخدم مصالح قادتها السياسيين، ربما، كي يحموا كراسيهم-. فهل يحكمُ ذلك على تلك القيم نفسها بالكذب؟

    في الواقع، يجب علينا أن نكون حذرين غاية الحذر هنا، عندما نصدر حكمًا بسقوط تلك القيم أم لا!

    عندما أُعلن قيام "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، كانت قد أعلنت أيضًا رفعها "راية الإسلام"، وإحياء "الخلافة"، و"العمل بكتاب الله وسنة نبيه".. ومن ثم مضت تفسد في الأرض فتقتل، وتقطع الرؤوس، وتنشر الرعب، وتسبي، وتستعبد، وكل ذلك قد كان باسم الإسلام!

    فهل يخولنا ما فعلته داعش إلى أن نحكم على القيم الإسلامية -التي من بينها: العدالة، والسلام-، على أنها كذبة؟

    وعندما قام رجال التنوير المحافظ بإصدار التصريحات العنصرية، بل والاستثمار في تجارة العبيد، ودعم نظريات التفوق العرقيّ الأبيض، هل يلغي ذلك جهودَ فلاسفة التنوير الراديكاليّ، الذين ندّدوا بالعنصرية والاستعمار وشددوا على مبادئ المساواة البشرية؟

    لا يتحتم علينا خلط الأوراق ببعضها، ولا أن نحكم على شيءٍ بناءً على شيءٍ آخر! فقط لأن الدول الغربية، حالها في ذلك حال أية دولة أخرى، على مر التاريخ، تدّعي تبني مبادئ معينة من أجل مصالح سياسية بحتة، وتخونها متى ما اقتضت مصالحها ذلك، لا يعني ذلك أن تلك المبادئ خاطئة أو كاذبة، وإنما هي، حالها في ذلك حال الأديان ومبادئ التنوير الراديكالي -رغم الفارق-، قد تعرضت لــ"إساءة استخدام"!

    إن مبادئ وقيمًا من قبيل "حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرية، العدالة، سيادة القانون".. إلخ، هي مبادئ توصلت إليها الإنسانية من بعد قرون من الحرب وسفك الدماء البريئة. وهي قيم، لو تم تطبيقها بشكل حقيقيٍّ وجِدّي، فإنها سوف تضمن للإنسانية سلامًا وحفظًا للدماء والأنفس البريئة. ومن الخَطِرِ جدًّا أن نخلط الأوراق، فنضرب بهذه القيم عرض الحائط، فقط لأنها قد تعرضت لإساءة الاستخدام من قبل الدول والمنظمات الغربية! حيث إن ذلك يعني، بالضرورة، أن نسقط في "أناركية قِيَميّة"، نرمي فيها ما توصلت إليه الإنسانية في سلة المهملات، ونبيح فيها الفوضى وكلّ ما قد يكون مُضادًّا لتلك القيم، ليصبح الأمر كالتالي: "ليس ثمة حقوق إنسان، ليس ثمة شيء اسمه ديمقراطية، ولا حرية، ولا عدالة، ولا سيادة للقانون.. كل ذلك كذب! هيا! فلنستبح كلّ شيء!".

    والويل الويل، من مغبة ذلك! الويل الويل من "الأناركية القيمية"!

    فحذارِ، أيها القراء والقارئات الأعزّاء، أن نسقط في ذلك الفخ المرعب، فنلغي قيمًا عظيمة، فقط لأنها تعرضت لإساءة الاستخدام!

    نعم، اكتشفنا نفاق الغرب من بعد مأساة غزة، بل وحتى قبل ذلك، في العراق وأفغانستان وغيرهما.. ولكن لا ينبغي علينا أبدًا إلغاء القيم، بل ما علينا فعله هو العكس تمامًا: التمسك بها، وانتزاع تملّكها من أولئك الذين ادّعوا تبنّيها ثمّ خانوها!

حسين كاظم

30/03/2024م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في نزع سلاح حزب الله: الأسباب والعواقب

مراجعة ونقد رواية "البكاؤون" للدكتور عقيل الموسوي

ترامب والحرب العالمية الثالثة المحتملة